اخر الاخبار

الأربعاء، 4 يونيو 2014

الشعائر بين النقد و القبول السيد منير الخباز





الحـــلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
هناكَ مجموعةٌ من الإستفهامات تطرحُ حول الشعائر الحسينية، ما هي الشعيرة؟؟
وما هو المدركُ والدليل على مشروعية الشعيرة؟؟
وما هي الأدوار والمراحل التي مرّت بِها الشعيرة الحسينية ؟؟
وما هي فلسفة الشعائر الحسينية وهل أنّ الشعائر الحسينية قابلة للتطوير والتغيير أم لا؟؟
فأمامنا مجموعةٌ من الأسئلة و الإستفهامات نسلّط الضوء عليها...

السؤال الأول ما هي الشعيرة؟؟
الشعيرة كل عملٍ يقوم بها الإنسان إعلاناً لقضية معينة، فهو يعدُ شعارا للقضية وشعيرةً لها مثلا ما يصنعه المسيحيون من رفع الصليب، الصليب شعيرة وشعار لأن الصليب إعلانٌ لقضيةٍ يعتقدون بها ، وهو صلب المسيح عليه السلام وإن كنا لا نوافقهم في هذا المعتقد.
مثلاً: الأذان في الشريعة الإسلامية شعيرة لأنهُ إعلان لقضية أساسية بين المسلمين ألا وهي أهميةُ المبادرة إلى العبادة، مثلا نحر الهدي في منى أيام الحج شعيرةُ كما ذكر القرآن الكريم (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ)[2] . نحر الهدي شعار للتقوى شعار للتضحية بالمال في سبيل الله عزّ وجل إنهُ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالهُ التقوى منكم فذبح الهدي شعار للتقوى شعار للتضحية في سبيل الله بالأموال بل بما هو أثمن وأنفس من الأموال ، إذاً الشعيرةُ هي كل عمل يعد مظهرا وإعلانا لقضية من القضايا التي يؤمن بها الإنسان .

السؤال الثاني ما هو مدرك وما هو الدليل على مشروعية الشعائر وخصوصا الشعائر الحسينية؟؟
هناك عناوين ثلاثة تندرج ضمنها وتحت إطارها الشعائر:
العنوان الأول: عنوان تكريم النبي محمد .
العنوان الثاني: عنوان إبرازُ محبة أهل البيت عليهم السلام.
العنوان الثالث: عنوان إعلاء ذكر الله عز وجل فعندنا عناوين ثلاثة.
العنوان الأول:
ألا وهو تكريم النبي وتمجيدهُ الآية القرآنية تقول (َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ)[3] آمنوا به أي اعتقدوا بنبوته، نصروه أي جاهدوا بين يديه بألسنتهم بأموالهم بأنفسهم ، إذا ما معنى عزّروه: معنى عزّروه يعني مجّدوه وكرموه التعزير بمعنى التمجيد والتكريم فالمؤمن من خصائصِ إيمانه ومن خصائص كونهِ مؤمناً الإيمان بالنبي ونصرةُ النبي ومن خصائص كونه مؤمناً تكريم النبي وتمجيده فالتكريم والتمجيد من خصائص الإيمان " آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ " التعزير هو التمجيد والتكريم، تمجيد النبي بالصلاة عليه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[4] تمجيد النبي بالاحتفال بمولده ووفاته، تمجيد النبي بتمجيدِ أهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامهُ عليهم أجمعين فإنّ الاحتفال بأهل البيت في مواليدهم ووفياتهم تمجيدٌ وتكريم للنبي باعتبار أنّهم بنّص النبي امتداد له وشموليةٌ له حيث قال: " إنّي مُخَلِفٌ فيكم الثقلينِ كتاب الله وعِترتي أهل بيتي فانظروا كيفَ تخّلفُونّني فيهما".

إرسال تعليق

 
Copyleft © 2013 دائرة احياء الشعائر الحسينية
علي